Sunday, June 28, 2009

يوميات مواطن‎ ‎

إذا قلت لك صف لي شعورك حين تتولي منصبا وزاريا أو تصبح رئيسا فإنه سوف ينعقد لسانك عن النطق.لأنها فرحة عارمه ومعيشة مرفهه ،لكن هل تعلم ان معظم الوزراء والرؤساء يملون حياتهم المرفهه لما فيها من رتابة ، وأنهم قد حرموا من ملذات العيش التي قد ابتليت انت بها.
نذكر منها مثلا:
*حين تستيقظ من نومك علي صوت مزعج سواء كان حيواني او آدمي او صناعي لتجد الحمام بدون مياه وتنتظر حتي تأتي المياه اليك لتجدها نظيفة إلا من الشوائب والجراثيم ،طيبة رائحتها تعكس صفائها.
ب*ثم تذهب لكي تناضل في طابوووور علي رغيف الخبز حتي تفوز بدورك في آخر الصف وتنجح في النهاية في الحصول علي رغيف الخبز المحرووووق أو المصنوع من قمح يصلح للاستخدام الحيواني بعد تنظيفه من الشوائب فقط.
*ثم تخرج للعمل فتمشي دهرا حتي تجد ما تركب ،وحينئذ تبدأ صراعا مع غيرك علي كرسي اما في اتوبيس مفخخ أو عربة مترو مزدحمه أو قطار سيحترق او ينقلب.
لكن القطار لم يحترق ولم ينقلب والاتوبيس لم ينفجر ووصلت عملك لتجد رئيسك في انتظارك بطيب الكلام وعذب الألفاظ فتتجاذبان اطراف الثياب و.......
*بعد انتهائك من العمل تغادر الي شارع مزدحم ذو شمس محرقه تأكل جلدك كما تأكل النار رغيف خبز الصباح، ثم تجد الأتوبيس فتتركه وتركب غيره لتقف ايضا في الطرقه لأن بانتظارك فيه رجل يمتاز بخفة اليد ؛يحمل عنك محفظتك بنقودها الكثيره وهم 145 ج راتبك بعد خصم جزاءات التأخير والمشادات اليوميه.
*أخيرا وصلت بيتك بعد معاناة مثيرة في حر الشارع فوجدت المروحة الوحيده عندك تمشي في عكس السير فتأبي أن تشغل التكييف لديك لأنك زهقت من هواه طول اليوم.
*بعد مباحثات تقضيها وسط العائله الكريمه ؛تتلقي منهم مطالبهم من لوازم منزليه ودروس خصوصيه وكتب مدرسيه ومصاريف علاجيه....الخ تقرر ان تؤجل جميع هذه القضايا لعدم كفاية الأدله(السيوله).
*بعد كل تلك الإثارة اليوميه يقرب يومك ان ينتهي لكنه قبل ان ينتهي يسرع اليك المرض ليكمل بذلك حكايتك في مستشفي عام حيث الراحة والأمان والموت بسلام ،لكنك واسرتك تقرران ان تذهب الي احدي المستشفيات الخاصه حيث يتوفر هناك العلاج والشفاء فتجد الموت قد سبقك اليها وحجز لك مقعدا الي الآخرة.
*لكن ما قد يعيق سير موتك ويؤلمك في حياتك الآخره هو انك ستظل رهينة المستشفي حتي يدفع أهلك ديون العلاج فيها.
*ذلك هو يوم يتكرر في اليوم الف مره ،يوم ملئ بالإثارة والنضال والتشويق والكفاح ،يموت الفرد منا كل يوم حتي يأتي يوم لا مرد له
فهنيئا لك بيومك وهنيئا لنا بدولة وحكومة توفر لنا كل شيء حتي الموت.